الشارقة الدولي للراوي».. رحلة شغف الحكاية

الشارقة (الاتحاد)
يضيء ملتقى الشارقة الدولي للراوي خلال أيامه في مركز أكسبو الشارقة، سيرة الرواة وينير دروب التراث، ويعيد للرواة الاعتبار الذي يليق بهم، وخاصة رواة الإمارات والخليج العربي، ضمن ملتقى سنوي تلتقي فيه أفئدة حملة التراث الثقافي والمشتغلين فيه والغيورين عليه.
جاء اليوم الثاني حافلاً بالجلسات الثقافية حيث نظم الملتقى جلسة بعنوان «قصص الحيوان في التراث الإماراتي»، تحدث فيها كل من الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور سالم الطنيجي، الباحث في التراث، والأستاذ عبد الله عبد الرحمن، والباحثة الإماراتية فاطمة المغني، وشيخة المطيري، رئيس قسم الثقافة الوطنية في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، وقد أدارها علي العبدان.

  • عبدالعزيز المسلم متحدثاً في الجلسةعبدالعزيز المسلم متحدثاً في الجلسة

«قصص الحيوان»
قال الدكتور عبدالعزيز المسلّم «ملتقى الشارقة الدولي للراوي هذا العام يتخذ من عنوان «قصص الحيوان» شعارا له، حيث نُبحر في قصص الحيوان في الثقافة العربية والعالمية، بدءا من حكايات «أيسوب» إلى كليلة ودمنة وما أبدعه الجاحظ عن الحيوان والدميري وغيرهم من العرب، وما أبدعته الإنسانية جمعاء».
وتحدث المسلّم، عن دراسته عن الحيوان في الأدب الشعبي، وأنه من خلال 30 سنة في العمل الميداني، اكتشف أن الأدبيات المنتشرة في الأدب الإماراتي الشعبي لها رمزيات معينة في الوصف، سواء من باب التفخيم أو من باب السخرية، أو من باب التربية، وكل ذكر للحيوانات إما جاء بشكل وصفي أو تهكمي، أو على شكل فخر. 

تسمية مدينة
من جانبها، قدمت شيخة المطيري، ورقة بعنوان مخطوطات الحيوان في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، وتحدثت عن طريقة وكيفية الوصول لمثل هذه المخطوطات.
كما تحدث الباحث والإعلامي، عبد الله عبد الرحمن، عن المنطقة الغربية، حيث أبوظبي مرتعاً للعديد من الحيوانات خاصة في منطقة الظفرة، أبوظبي، ومحاولة الوصول من نفق الزمن إلى وجود الحيوانات على أرض الإمارات منذ ما قبل التاريخ، من خلال الأحفورات والمتحجرات، وهي قبل حوالي 8 ملايين عام، حينما كانت المنطقة الغربية في أبوظبي تعيش فيها التماسيح والفيلة والزرافة، ومن ثم إلى اكتشافات العصور الحجرية، ومن أقدم الاكتشافات وجود الجمال، ثم ينتقل إلى أصل تسمية أبوظبي، ومعنى هذا الاسم وكيف أن حيواناً ساهم في تسمية مدينة.
وبدوره، تحدث د. سالم الطنيجي، عن قصص الحيوان في موسوعة الخرافة الشعبية، للدكتور عبد العزيز المسلم، وتطرق إلى المكونات في هذه الموسوعة والتي ذكر فيها الحيوان والنباتات والإنسان والطيور والجماد، مشيراً إلى أنه عمل من الأعمال الجميلة والأصيلة التي توثق للخرافة الشعبية في الإمارات، وهي الموسوعة التي تمت ترجمتها إلى لغات أخرى، وهي عبارة عن مرجع لمن يحب أن يقرأ في الثقافة الشعبية، وموسوعة مرجعية للباحثين.
وتناولت فاطمة المغني، الخبيرة في التراث الإماراتي، موضوع حكايات الحيوان، وقالت إنه تراث زاخر ومتنوع، مشيرة إلى أن هناك قصصاً للحيوان في القرآن الكريم.

شخصية اعتبارية
وتضمنت جلسات ملتقى الشارقة الدولي للراوي ال21 جلسة تحدثت عن عبد العزيز العروي «الشخصية الاعتبارية» رائد الحكاية الشعبية في تونس، وأدارت الجلسة الدكتورة وفاء المزغني، وتحدث فيها كل من الأستاذ وناس معلى، المدير العام في وزارة الشؤون الثقافية في تونس، والدكتور محمد الجويلي الأستاذ في كلية الآداب في جامعة منوبة التونسية.
واختتمت جلسات ملتقى الشارقة الدولي للراوي لليوم الثاني على التوالي، بجلسة حملت عنوان «قصص الحيوان في التراث العربي»، أدارتها شيخة عبد الله المطيري، وتحدث فيها كل من محمد شحاته العمدة من مصر، عن قصص الحيوانات في السير الشعبية العربية «الأميرة ذات الهمة نموذجاً»، كما تحدث الدكتور جان حجار من لبنان، عن تجليات قصص الحيوان في التراث اللبناني، وتناول إيهاب الملاح من مصر خلال الجلسة، قصص الحيوان في التراث العربي، كما تحدث الدكتور فهد حسين من البحرين، عن أنسنة الحيوان في الرواية العربية.

تحدث فنانون خليجيون عن أدوار أدّوها للطفل في سنوات ريادية، مؤكدين أنّهم اكتسبوا من خلالها علاقةً حميمةً مع الطفل الخليجي والعربي، نظراً لحساسيّة التلقي ووصول الأهداف التربويّة والأدبية والفنيّة إلى فئة الأعمال المستهدفة، وقالوا إنّ مشاركةً أيضاً وإشادةً من الأهل وأولياء الأمور كانت تجعلهم يواصلون أعمالهم الدراميّة بشغف، فكانت فترةً ذهبيّةً للتواصل والإنجاز.
جاء ذلك خلال إحدى جلسات البرنامج الفكري المصاحب لمهرجان الشارقة للراوي في دورته الحادية والعشرين، تحت عنوان «قصص الحيوان في الدراما الخليجية»، بإدارة الفنان الدكتور حبيب غلوم، وبمشاركة كلٍّ من الفنان الإماراتي جاسم عبيد الزعابي، والفنان البحريني محمد خليفة ياسين، والفنانة السعودية سناء يونس، والتي استعادت مشاركتها في العمل التلفزيوني الكويتي «افتح يا سمسم» الذي اشتمل على ثلاثة أجزاء بواقع مئة وثلاثين حلقة، مؤكدةً ثراء التجربة وشجونها اليوم، وتأثيرها في الناس، واقترابها من عائلات الأطفال، الذين أشادوا بالأداء وفوائده وكانوا على تواصل مستمر مع ما يماثله من أعمال.
وعاد الفنان الزعابي بالذاكرة إلى عام 1975، حيث بدايته مع الفن في تلفزيون أبوظبي، وأداؤه لشخصيّة «دبدوب» على المسرح، وما رآه من تفاعل وانسجام في قالب من التشويق والفائدة، لافتاً إلى أنّ العمل حظي بمتابعة عبر أجيال لاحقة، مشيراً إلى حضوره في ورش عمل وفقرات تثقيفية هادفة للطفل في مناسبات عديدة.
وقال إنّ أربع سنوات مرّت على أدائه لشخصية «دبدوب»، دون أن يعرف المشاهدون من يؤديها، حتى كشف عن ذلك فيما بعد، فكان التواصل والسؤال بحجم الاستفادة والرؤية والرسائل التوعوية.
ولفت الفنان محمد ياسين إلى أنّ أداءه لشخصيّة «بابا ياسين» شكّل مرحلة مفصلية مهمة من حياته الفنية دفعت به إلى المزيد، فشارك في إعداد برنامج «دنيا الأطفال» على إذاعة البحرين بداية التسعينيات، والعديد من الأعمال الأخرى، مثل: مفاتيح الكنز، والطريق إلى الجنّة، وحزاوي بابا ياسين، وغيرها، وقال إنّ متابعة الطفل للعمل الفني مرهونة دائماً بمقدار ما يبذله الفنان نفسه من صدق وتشويق واحتراف ومهارة في الأداء.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com