بركات: للإعلام دور مهم في صناعة الرأي العام

ضمن أهدافها التوعوية والتربوية عقدت أكاديمية الإتحاد الوطني لإعداد القادة دورة تدريبية بعنوان “الإعلام بين الإيجابيات والتحديات” من إعداد وتقديم “الإعلامية عبير بركات” عضو هيئة التدريس في أكاديمية الإتحاد الوطني لإعداد القادة التي طرحت مواضيع عديدة حول كيفية تأئير الإعلام ايجابياً في حياتنا وما هي التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام وكيف نتجنبها وأهمية مواقع التواصل الاجتماعي وخطرها ودور العائلة في مواجهة سلبيات وسائل الاعلام.


ورحّب العقيد رامي الشماخ الأمين العام للإتحاد الوطني بالحاضرين ونوّه بأهمية الإعلام في حياتنا اليومية لنشر الثقافة بين فئات وشرائح المجتمع الواحد، وبين الثقافات المختلفة بين المجتمعات، وعلى نشر روح الاحترام من خلال التعرّف على هذه الثقافات المغايرة.

أيضاً أكدت المستشارة أماني المنياوي نائب رئيس مجلس إدارة اكاديمية الاتحاد الوطني لإعداد القادة على مفهوم الإعلام في متابعة الأخبار اليوميّة، ومشاهدة بعض البرامج الترفيهيّة، المسابقات، إعلانات، برامج تعليمية، الاطِّلاع، التثقيف، ونوّهت بنجاح الرسالة الإعلاميّة بمدى تأثُّر الجمهور فيها لما تحمل بداخالها من مضامين مُتعدِّدة لأن وسائل الإعلام ليست مُؤسَّسات معزولة عن مجتمعها، ويُعتبَر تعدُّد وسائل الإعلام، وتنوُّع أنماط عَرْضها للمحتوى دليلاً على تنوُّع الجماهير فكلّ فئة جماهيريّة في المجتمع لديها ما ينسجمُ معها من قنوات، وصُحف، ومجلّات، وإذاعات، فأهمية الإعلام أنه يروِّج فكرة، أو مُنتَج، أو قناعة، والجمهور بيتبنِّى هذه القناعة تدريجيّاً.

وأدار الحوار دكتور عمرو هيكل عميد أكاديمية الاتحاد الوطني لإعداد القادة وأثنى على أهمية هذه الدورات التي تقوم بها الأكاديمية لما لها من ايجابيات وفائدة للرأي العام.


وفي سياق المحاضرة التي ألقتها، أكدّت بركات على أهمية وسائل الإعلام في الحصول على المعرفة وكيف تؤثّر على الفرد من خلال عدة أمور رئيسية مثل قدرة المرء على إدراكه للأمور وما هي معتقداته وسلوكه وعاطفته ومواقفه ووجهات نظره، وكيف العقل البشري لا يتوقّف عمله فقط على استقبال المعلومات من الصحف، أو الكتب، أو الأخبار التلفزيونية، أو المواقع الإخبارية، وإنّما يقوم بتحويل كلّ ما يحصل عليه من معلومات إلى معرفة، واستنتاجات لأمور أخرى ، ومعانٍ جديدة، ومبادئ جديدة تتعلّق بالحياة من حوله.

وتابعت بركات أن للإعلام دوراً مهماً في صناعة الرأي العام، وخلق النقاشات والحوارات المختلفة مع نُخب المجالات المتعددة، ومحاولةُ خلقِ رأيٍ عام أو التأثير في الرأي العام ومحاولة استباق الأحداث والبحث في كواليس السياسة، ودوافع الظواهر الاجتماعيّة، والقواعد التي ينطلق منها الفعل الثقافي في المجتمعات وكيف يؤثر الاعلام على الاطفال والمراهقين ايجابياً من ناحية زيادة الوعي لدى بعض المراهقين حول المجتمع والعالم بإنشاء جيل من المواطنين المسؤولين اجتماعياً وتنمية مهارات القراءة والكتابة والخيال وتنمية المشاعر الداخلية وتعزيز الشعور الدينيّ والوطنيّ لديهم، كما تُعرِّف الطفل على تراثه وتاريخه بطريقةٍ مناسبةٍ لعمره وتساهم في تعليم وإرشاد الوالدين في الحصول على المعلومات التربوية وتَعلُّم لغة العصر.

وحذَرت بركات من تأثير الإعلام السلبي في بعض الإحيان على المراهقين من ناحية العنف و البدانة وعدم السيطرة على محتوى ما قد يعرضهم لمُشاهدة مواقع ذات مُحتويات مؤذية ومُخلّة بالآداب، كما يتعرّض بعض المراهقين لما يُسمّى بالتنمّر الإلكتروني Cyberbullying حيث يتعرّض الطفل للتهديد والتهكّم، ما قد يسبّب له الأذى النفسي وعدم قدرتهه على اكتساب علاقات شخصيّة قويّة وعدم مقارنة نفسه بغيره من المشاهير والمؤثرين.

وفي السياق أكدت بركات أن قضاء الكثير من الساعات على مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي الى ظهور العديد من المشاكل في العلاقات الأسرية، والتي أثّرت على طريقة تفاعل الوالدين مع بعضهم ومع أطفالهم وعلى عقلية الطفل وجعله مهتماً بشكلٍ أكبر بالتفاعل الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح أكثر رغبةً في الشهرة الافتراضية.

وتطرّقت بركات على الطرق التي تجعل وسائل الإعلام آمنة عند تربية الأبناء إذ يستطيع الأهالي حماية أطفالهم من أخطار وسائل الإعلام التربوية، خاصةً وسائل التواصل الاجتماعي من خلال اتباع بعض الإرشادات.


وعن ايجابيات مواقع التواصل الاجتماعي أكدت بركات أنها تساعد على توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية في تشكيل أصدقاء جُدد، وتسهيل التواصل مع الأصدقاء الذين انقطع الاتصال بهم، أو مع الأشخاص الذين لا يمكن مقابلتهم شخصياً، وهي وسيلة لتشكيل رأي عام فعّال وتفاعل واسع بين المجموعات ورأي عام مساند لبعض القضايا، وهو الأمر الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في بعض مناحي الحياة، أيضاً هو وسيلة فعالة للترويج التجاري للشركات ومتابعة أخبار العالم لحظة بلحظة دون أن ننسى المخاطر التي تشكلها هذه المواقع من احتيال أو سرقة واختراق الخصوصية وإضاعة وقت الأفراد والتسبب بالعزلة إذ يمكن أن أصبح استخدامها بديلاً للتفاعل الاجتماعي الحقيقي بين الأفراد والمتمثل بالزيارات العائلية وحضور المناسبات الاجتماعية.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com