“فاطمة بن ابو” موهبة مغربية في إسطنبول: جميع النساء لهن الحق في الحرية والحياة..

بقلم رئيسة تحرير موقع “أنا لبنان”. #لينا_دياب

من هي فاطمة بن ابو؟
فاطمة، مرادف الطموح! أعطيت لحلمي مساحة واسعة وحذفت من قاموسي كلمتي الحدود والقيود. حاربت كثيراً من أجل حذف هذه الكلمات.
‎انتقلت من بلدٍ أعرفه إلى بلدٍ يعرفني.
‎أعطتني اسطنبول الكثير. كانت محطة إعادة تأهيل، روحية و فكرية. رأيت فيها الطريق أوضح، مشيت على خط اسطنبول ولازلت متيمة بها، ولا أنوي الاعتزال عن أروقة جدرانها التي تحكي تاريخاً ضخماً.
مدينة لا تنام، مدينة الإبداع والأحلام. كل من يزورها يتوه في أزقتها، ولا يجرؤ على مغادرتها.

أين نشأت؟
نشأت في بلد اشتهر بفنه، رقي نسائه، لباسه، وأوتار عوده.
‎المغرب بالنسبة لي هي أكثر من وطن. هي إحساس، ذكريات، وكتلة من المشاعر.

ماهي هواياتك؟
‎هواياتي الرسم والصباغة.

‎ما هو سبب قدومك إلى تركيا؟
‎قررت القدوم الى تركيا بهدف الدراسة اولاً. انا اليوم طالبة ماجستير في إحدى أكبر وأشهر الجامعات الخاصة في اسطنبول، أتخصص في مجال التكنولوجيا المالية والمال الرقمي.
‎اخترت تركيا لتطابقها مع رؤيتي وأهدافي. فهي تقع في ‏وسط الأسواق العالمية الواعدة، وموقعها الجغرافي يسهل عملية الوصول إلى الأسواق الرئيسية كأوروبا، روسيا، آسيا الوسطى، ومنطقة الشرق الأوسط.
‎كوني أميل إلى إدارة الأعمال، أنا اليوم أعمل على مجموعة من المشاريع، منها الفني، منها الغزل والنسيج، كما وتصميم الأزياء، والذي سأعتمد فيه أساساً على العمل مع الدول المجاورة لتركيا.

‎ما هو حلمك على الصعيد الشخصي؟
‎أن يكون لي، لمشاريعي واستثماراتي تأثيراً إيجابياً على محيطي اولاً، مجتمعي ثانياً، بلدي ثالثاً وكل من أصادفه في الحياة.

‎من هو الشخص الذى يسعى لنجاحك؟
‎أنا، ثم أنا، ثم والداي وأخي الصغير، إضافةً إلى شركة ناو وبعض الأصدقاء. كل شخص يساهم بطريقته الخاصة.

‎فاطمة، كما علمت أنك في صدد إطلاق أولى أغنياتك، ماسمها؟
‎لا يمكنني الكشف عن اسم الأغنية بعد.

‎ما الهدف الذى تنطلقين منه في أغنيتك، وهل من رسائل تحبين إيصالها إلى الناس؟
‎هدفي هو أن أجعل الرجال يحملون القضية من أجل نساء مجتمعهم، وأن تكون الأغنية نقرة للنساء. أن تسمعها المرأة فتجد نفسها من جديد. أن تكون الأغنية هي العلامة التي تنتظرها تلك السيدة منذ فترة طويلة، لتقول كلمة لا وترفع صوتها، لتتجه نحو الحرية المالية، العاطفية، والجسدية. فجميع النساء لهن الحق في الحرية والحياة.

‎هل تكتفين بالغناء، أم تكتبين كلمات أغنياتك وتلحنيها؟
‎أكتب كلماتي وأغنيها.

‎كيف اخترت أول عمل لك؟ ومن أين حصلت على الكلمات والألحان والتوزيع الموسيقي؟
‎”لمشروع” هو من اختارني بسبب القضية التي تحملها الأغنية.
‎لطالما أردت أن أكسر الصمت المحيط بالمرأة، حيث أنني لمحت ألم المرأة المغربية والعربية في عيونها. فهي كانت ولازلت غير قادرة على الكلام.
‎هناك نساء قلبن صفحة النجاح لتجنب غضب المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه.
‎كلماتي كتبتها بالكثير من المشاعر، من ألحان الكبير الأردني يزن نسيبالله.

‎ إلامَ تحتاج الأغنية حتى تصل إلى العالمية ؟
‎من المرجح أنها تحتاج إلى استراتيجية توزيع واطلاق. لكن الأغنية، كمنتج بنفسه، لا تحتاج إلى أي شيء إضافي، فهي تمتلك بالفعل كل ما يلزم لتنتشر، كونها تحمل قضية، تقدم رسالة، وتتضمن حافزاً ودافعاً.

‎ما اللون الغنائي الأقرب إلى قلبك؟
‎الطربي، خاصةً الفيروزيات.

‎ما هي أقرب أغنية إلى قلبك من حيث الكلمات واللحن؟
‎كان عنا طاحون. أغنية سعيدة ومبهجة بالفعل.

‎هناك ظاهرة كبيرة منتشرة حالياً، حيث يلجأ مطربي اليوم إلى غناء أغاني تعود لمطربي الزمن الكبار. ما رأيك فيها؟
‎غناء الأغاني القديمة وإعادة توزيعها هي مبادرة واستراتيجية رائعة، فهي تعيد الماضي إلى الحاضر وتسمح لجيل اليوم بالتعرف إلى الزمن الجميل. هذه المبادرة تقوم بإحياء الأغاني عن طريق توزيع جديد، مما يولد فضول عند المستمع الشاب ويحثه على البحث عن الأغنية الأصلية، كل ذلك عن طريق عصرنة الماضي.

‎لنعترف بأن طلتك جميلة. هناك الكثير من المطربين الذين دخلوا عالم التمثيل، هل تفكرين في طرق باب الفن هذا؟
‎هذا أحد أهدافي الرئيسية المقبلة في هذا البلد. سأحتفظ بالتفاصيل إلى حين حصولها، لكن نعم، أنا من محبي المسرح والحرية التي تشعرها فاطمة الفنانة فوق الخشبة، والتي تعطي نفس جديد لفاطمة سيدة الأعمال، فالفن الدرامي والسينما هي أحد اهتماماتي.

‎هل تلعب وسائل الإعلام عامةً دوراً في صعود أو هبوط مستوى الأغنية؟
‎كل مشروع يحتاج إلى عملية تبدأ بفكرة، خطة، استراتيجية، ثم تنفيذ. كي لا نفقد الخطوات السابقة، يجب اعتماد توزيع جيد.
‎والإعلام نفسه هو وسيلة توزيع هامة تساعد الجمهور المستهدف في إيجاد الأغنية بسهولة.

‎هل تعتقدين أن الإعلام قادراً على صنع نجم من شخصٍ لا يستحق النجومية؟
‎هناك مواقع إعلامية عضوية إيجابية تدفع وتدعم المشروعات العضوية المثيرة للاهتمام، والتي تهدف إلى إحداث تغيير في مكان معين، ويكون لها تأثيراً ايجابياً.
‎في حين أن وسائل إعلام أخرى تسعى للحصول على عدد مشاهدات عالية فقط. هذه المواقع بدأت بالظهور بشكل خاص في المغرب، حيث يمكن لأي شخص له قصة سخيفة أن يظهر في لقاء صحفي أمام الكاميرا، مع شخص يدعي المهنة وهو بعيد كل البعد عن نزاهة الصحافيين، مساهماً في جعل إنسان لا يستحق الشهرة ولا يملك ما يضيفه إلى المجتمع، نجم لفترة معينة.
‎لذلك نعم، يمكن لوسائل الإعلام أن تصنع نجماُ من أي شخص، ويمكنها أيضًا محاربة شخص آخر وترويجه بصورة سيئة.

‎أصبحت اللهجة المغربية موضة ضاربة في سوق الأغنية العربية، هل تعولين على الشارع العربي في تلقي أغنيتك؟ وماذا عن المجتمع التركي؟
‎الأغاني المغربية اليوم أصبحت أكثر نجاحًا. لقد كتبت أغنيتي باللهجة المغربية لاستهداف المجتمع المغربي بشكل أساسي، لكنني أعتقد أنها أغنية قيمة للعالم العربي بأكمله، وأنا أخطط لترجمتها للغتين العربية الفصحى والإنجليزية لتلامس كل المجتمعات. فالأغنية عبارة عن صوت المرأة، ويجب على جميع نساء العالم سماعها وفهم رسالتها وكلماتها القوية والمؤثرة.

‎ما المجد الذي تحلم فاطمة بتحقيقه فنياً؟
‎بعيدًا عن الفن، في حياتي الشخصية والمهنية، لدي هدف واحد أعيش من أجله، أنا فاطمة سيدة الأعمال، فاطمة الفنانة، وفاطمة المرأة: أن يكون لي تأثيراً إيجابياً في المجتمع.
لذا فنياً، كل ما أريده هو إحداث تغيير في مكان ما داخل المجتمع، سواء كان فكري أم مادي لفئة معينة.
‎كذلك في مشروعي، إن قمت بإنشاء مشروع في منطقة قاحلة حيث لا يملك الناس العيش الكريم والرفاهية، وخلق مشروعي أو استثماري فرص عمل، مصدر مالي لأسر، ابتسامة للأطفال، وذلك بالتوازي مع كسبي للمال، فسأكون قد حققت هدفاً من أهدافي الأساسية.
‎في النهاية، هدفي هو كسب المال من خلال مشاريع ذات تأثير إيجابي.
دائما ما أقول: اصنع فوز الآخرين من فوزك.
‎كلمة أخيرة لموقعنا:
‎أتمنى كل التوفيق لموقع “أنا لبنان”.
‎شكرًا لكم على احترافيتكم و استماعكم بشكل خاص، وأنا سعيدة جدًا لوجودي معكم اليوم وأكثر سعادة لأنني سأقول يومًا ما أن أولى مقابلاتي الصحافية كانت مع الجميلة قلباً وقالباً، لينا دياب.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com