في جبيل.. “إده ساندس” ومشاريع السوق القديم: سحر خاص للسياحة في المدينة .

#لينا_دياب

للبحر سحره الخاص في مدينة جبيل حيث تشكل المسابح والمنتجعات جاذبا إضافيا للاستمتاع بجمال هذه البلدة الجبلية الشمالية. ولعلّ “إده ساندس” من أهم المنتجعات التي يلجأ لها الباحثون عن أوقات ممتعة والهاربون من حرارة الصيف. ويعد إده ساندس من أكبر المشاريع الموجودة في لبنان، أنشأ عام 2003 بمساحة تقارب الثمانين ألف متر ويقع بالقرب من ميناء جبيل وعلى بعد 35 كلم شمال بيروت. ويعمل فيه حوالي الخمسمئة موظف. يحتوي المشروع على سبعة أحواض سباحة ويضم مطاعم وspa وبيتش بار. ناهيك عن غرف فندق إده ساندس المصنف ضمن فنادق الخمسة نجوم والتي توفر الفرصة لقضاء أمتع الأوقات للراغبين بالإقامة فترة أطول بالقرب من شاطئ جبيل. ومن خلال أنشطته، لا يكتفي إده ساندس في أن يكون مكانا للسباحة فحسب، بل محطة استجمام وعناية بالزائرين وتأمين الراحة والتسلية لهم، سواء كانوا من داخل لبنان أو خارجه.

جولة في إده ساندس

فور دخول المشروع، يمر الزائر بمنطقة أساسية ألا وهي الـ vip pool وهي عبارة عن بركة سباحة كبيرة مستديرة محاطة بالأسرة، ومزودة بالموسيقى المخصصة لها، تقام فيها نشاطات نهاية الاسبوع وحفلات الـ pool parties للمقيمين. مع العلم أنها منطقة مخصصة لمن هم فوق الثمانية عشر عاما. 

وفي المشروع ثلاثة غرف فندقية و cabanas وهي مساحات خاصة مع جاكوزي تتسع وفقا لحجمها لشخصين إلى ثمانية أشخاص، ومزودة بخدمة مفتوحة من كافة المطاعم في المجمع. وخخص لها مساحة خاصة مع العلم أن آلية المكوث تنحصر في قضاء الوقت وإقامة الحفلات أو السهرات الخاصة نهارا أو مساءا النهار أو المساء وليست مخصصة للنوم.

كما ويحتوي إدة ساندس على مطعم أسماك يطل على البحر حيث المنطقة الرملية. وهناك تنتشر الـvip beds  المتباعدة فيما بينها ولها خدمتها الخاصة.

ومن الشاطئ الرملي نتجه نحو ثلاث أحواض سباحة صممت بتصميم الشلالات ليرمي آخرها مياهه في البحر. تحيط بها مساحات خضراء شاسعة ومطعم وجبات سريعة وتقام هناك حفلات الشواء في نهاية الأسبوع. ومن الأحواض نطل على غرف أوتيلات البانغالو وعددها تسعة حيث يمكن للزائر ركن سيارته أمامها والاستفادة من كافة تسهيلات المشروع. ثم هناك الـroyal sweets  التي صممت بشكل فيلات فخمة تحاكي متطلبات الزائر عالية الذوق.

 

تحديات “إده ساندس” في صيف 2021 بظل أزمة الليرة

للتعرف أكثر على ما يتضمنه “إده ساندس” وما يقدمه لزواره كان لا بد من زيارة ولقاء مع مديره العام “فادي إده” الذي حدثنا أكثر عن المشروع. وأوضح فادي إده أن قدرة المشروع الاستيعابية تصل إلى 300 زائر، والعدد وإن تقلص خلال الفترة الماضية، لكنه يتوقع أن يتحسن مع بداية الموسم الفعلي في شهر تموز. وأشار إده إلى أن هناك حجوزات هامة من الخارج ومن جنسيات مختلفة ومغتربين ولعائلات من داخل لبنان موضحا أن للمنتجع زبائن أوفياء يضعون إقامتهم في إدة ساندس على روزنامة عطلتهم الصيفية.

وبحسب فادي إده فإن من أصعب التحديات التي مرت فيها إدارة المشروع كانت وضع لائحة الأسعار، إذ إنها متغيرة بشكل كبير بعد أن فقدت الليرة اللبنانية قيمتها أمام الدولار وفي ظل التضخم الحاصل. موضحا أن المورّد يتعامل معهم بحسب سعر الصرف في السوق ويرفع أسعاره باستمرار. وعلى الرغم من ذلك أكد إده أنهم حرصوا على إبقاء الأسعار ضمن المقبول لأنه في نهاية المطاف لا بد من البقاء والمنافسة في السوق للاستمرار. مذكّرا أن للزائر خيارات عدة يمكن الانتقاء منها ما يناسب ميزاتيته.

 

جديد “إده ساندس” لهذا الموسم

وفي إطار رغبته المستمرة في التجديد وتقديم الأفضل لزواره، يوضح “فادي إده” أن المشروع استحدث هذا الموسم إضافات عديدة، منها الـ beach bar الذي يلقى إقبالا كبيرا وهو جاذب للسياح والزائرين على حد سواء، ويقام نقيم فيه حفلات موسيقية خلال نهاية الأسبوع. ويُترك في أيام الأسبوع لحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة. ويشدد إده أنهم هدفوا من خلال الإضافة هذه إلى إحياء المكان أكثر وإضفاء المزيد من البهجة على قلوب الزائرين الذين يطمحون من خلال زيارتهم لإده ساندس التخلص من الضغوط قائلا: “اللبناني للأسف يتخبط بالكثير من المشاكل والظروف صعبة حاليا”. وعلى صعيد متصل عمد منتجع إده ساندس منذ مطلع جزيران إلى إقامة رياضات الشاطئ واليوغا والاكواجيم. فيما يقام معرض outdoors لماركات لبنانية عدة على أن تقام كل ثلاثة اسابيع معارض مختلفة.

إلى هذا يؤمن “إده ساندس” جولات سياحية وhiking  مع مرشد سياحي لأماكن مختلفة للتمتع بالطبيعة، تليها وجبة غداء في مطعمهم في سوق جبيل e cafe ثم العودة إلى الـspa  لإزالة تعب وجهد اليوم. وفي هذا الإطار، لا يكتفي السبا بتقديم خدمات المساج، إذ يضم فريق معالجين وأطباء من مختلف الاختصاص يقدمون خدمة متابعة للوجبات الصحية لكل زبون كما ومتابعة جسدية ونفسية لمن يرغب.

 

رسالة للبنانيين والحكومة

وعند سؤالنا مدير عام إده ساندس عن كلمة أخيرة، أكد أن “إده ساندس” وجد ليساعد الزائر على الاسترخاء مايجعله متنفسا للحياة، موضحا أن الإدارة تحاول جهدها الاستمرار رغم صعوبة الظرف الحالي، وتوجه للبنانيين بالدعوة لزيارة “إده ساندس” وتجربة الخدمات التي يؤمنها كما ودعا الدولة اللبنانية لصون المنافسة والحريات.

 

أليس إده وإعادة إحياء جبيل

الزيارة لإده ساندس لم تمر من دون لقاء سريع مع سيدة الأعمال اللبنانية من أصل أميركي، أليس إده وهي زوجة رجل الأعمال روجيه إده والذين نجحا في تأسيس وإدارة مشاريع سياحية عدة، ساهمت في جعل مدينة جبيل، نقطة أساسية على خارطة السياحة في لبنان، وإده ساندس لم يكن المشروع الوحيد!

قبل عشرين عاما أتت أليس إده إلى جبيل، وروت كيف كانت المدينة “نائمة”، ومن هنا قرر الزوجان إعادة إحيائها وتحريك عجلتي الاقتصاد والسياحة فيها. فكانت البداية، والعمل الدؤوب لإيمانها بأن المرأة شريكة للرجل وداعمة له. لم تنف الصعوبات التي واجهتهم في البداية حيث اقتصر الزوار على الأصدقاء، ولكن مع الوقت تدفق السياح والمغتربون رويدا رويدا ما جعل اللبناني وابن المنطقة يدركان جمال المدينة وأهميتها.

 

مشاريع سياحية عدة في جبيل

مشاريع عدة في سوق جبيل شكلت إضافات مميزة وحدثتنا عنها أليس إده. منها مكتبة “جبران خليل جبران” التي تضمّ منشورات لبنانية بعدة لغات وهي مقصد لكثيرين، سواحا وسفراء من مختلف البلدان.

ومن المشاريع متجر “Alice Eddé” بتصميم الحدائق، حيث قالت أليس إنها تعشق الألوان والأزهار وتترك بصمتها في كل ما يعرضه المحل من ثياب وقبعات وحقائب وإكسسوارات يدوية الصنع ومعطرات  طبيعية وصابون بلدي وغيرها.

أما محل الـorganics  فهو بيئة تنهض بنفسها إذ إن جميع المنتجات لبنانية الصنع ما يسهم في تشغيل اليد العاملة اللبنانية. ناهيك عن مطاعم ومقاهي ecafe و ebaladi الذين يقدمان أنواع مختلفة من الأطعمة والمشروبات وموقعهما يجعلانهما وجهة أولى للسائح.

كما أوضحت أليس أن الـspa الذي تديره في إده ساندس خصص له فريق عمل مدرب يساعد الزائر في الحصول على أقصى درجات الراحة والاستجمام مشيرة إلى أن كل ما يُستعمل من زيوت وعطور ومعطرات ذات توقيع لبناني بحت.

 

أليس إده والتحدي الأكبر

وعند سؤالها عن التحدي الأكبر الذي واجهته خلال مسيرتها المهنية، أوضحت أليس أنه كان إيصال أفكارها ورسالتها دون العبث بمعتقدات وأفكار الآخرين أو التقليل من قيمتها. فهي لديها عالمها الخاص وأفكار مغايرة تثير حشرية الناس التي تخشى التغيير. مضيفة: “أحاول دوما التعلم منهم ومن تراثهم ومعتقداتهم وأعمل على المحافظة على النوعية والمستوى الجيد للاستمرار مع تمسكي بالهوية وإبرازها كما يجب

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com