كتب الباحث د.هشام طالب:” عذرا أحبائي وأصدقائي”

▪ عذرا أحبائي وأصدقائي ..

نتيجة للأوضاع السيئة التي نعاني منها في لبنان ، منذ زمن طويل ، والتي يتعذر معها العيش بشكل طبيعي ، بعيدا عن القلق والتوتر وغلاء الأسعار وندرة العديد من المواد الأساسية والاحتياجات الضرورية التي تساعدنا على العيش الكريم ، دون الشعور بالذل وطول الانتظار للحصول على المحروقات ، وترقب مجيئ الكهرباء وانقطاعها المتمادي .
فضلا عن المهاترات السياسية والتسويفات والتأجيلات ، التي تبعد المواطن عن هذه الطبقة الحاكمة ، وتجعله أسير السوق السوداء والمافيات.

جميع هذه الأمور وغيرها كثير ، جعلتني أتخذ القرار ، بناء لنصيحة أولادي ، وهم جميعا في الخارج ، بالإقامة المؤقتة خارج لبنان ، فرارا من الجحيم الذي وضعونا فيه ، وقد توقفت عن كتابة الأبحاث العلمية منذ زمن طويل لعدم قدرتي على ذلك بسبب القلق الدائم ..

انني مغادر أنا و زوجتي ، هذا الوطن الذي أحببناه بكل جوارحنا ، وعملنا لأجله الكثير ..
ومن المهم جدا ، أنني سأشتاق لطبيعته الساحرة ، وللكثير من أهله الأوفياء الطيبين..
أيضا سأشتاق لكم ملء الوجدان،
وسنواصل معا إن شاء الله ، فأنتم خلاصة الصدق والوفاء ..

وقبل أن أغادرمنزلي ، توقفت لعدة أيام أمام مكتبتي المتواضعة ، أقرأ عناوين الكتب واتصفح بعضها للذكرى ..
وأهيم حبا بالكتب والموسوعات التي انجزتها ، والنشاطات المتعددة التي نفذتها حيث أقمت في طرابلس وفي دوحة عرمون . فضلا عن الكويت ودبي .

لا أخفي سرا ، أنني أشعر بالحسرة والغصة ، لأنني لم اتمكن في بلدي ، من إنجاز موسوعتي العلمية الثالثة ( نحو 6 مجلدات ) وهي بعنوان :
[البناء الكوني المذهل ، منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة ].
و التي ستحدث ردود فعل نابضة بالجرأة العلمية ، في أوساط العلماء والمثقفين وبين العامة ، هذا إذا تبنى نشرها دار نشر أو جهة مستقلة ..

في كل حال ، لن أقول لكم وداعا ، بل الى لقاءات إلكترونية متواصلة ان شاء الله ..
طابت أيامكم بالخير والهناء والسعادة ..
▪اخوكم هشام طالب